الاثنين، 13 فبراير 2012

أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ



أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

سأل أحدهم قائلاً : اختلف المفسرون في معنى الاستفهام في قوله تعالى :﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة:106) ، فقال الزمخشري :« الاستفهام للتقرير » ، وأيده أبو حيان . وقال ابن عطية :« ظاهره الاستفهام المحض » . وقال الرازي :« المراد بهذا الاستفهام : التنبيه » . وقال الزركشي :« الأوْلى أن يحمل على الإنكار » .

فأي معنى من هذه المعاني هو الصحيح ؟ وفي الإجابة عن ذلك قلت مستعينًا بالله :

أولاً- إذا دخلت همزة الاستفهام على نفي ، كما في قوله تعالى :

﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة: 106)

﴿ أََلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ (البقرة: 107)

﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ (الحج: 70)

﴿ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ(هود: 78)

﴿ أََلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ (العنكبوت: 68)

احتمل الاستفهام معنيين :

أولهما : طلب الفهـم .

والثاني : التنبيه والتذكير .

ويترجح الثاني في الآيات السابقة بكون المستفهم هو الله عز وجل . فإن كان المستفهم غير الله جل وعلا ، احتمل الاستفهام المعنيين ؛ ولهذا لم يكن قول ابن عطية مستبعدًا حين ذهب إلى أن هذا الاستفهام ظاهره الاستفهام المحض .. وكان الرازي على صواب ، حين ذهب إلى أن الاستفهام للتنبيه .

ثانيًا- لا يجوز أن يكون الاستفهام في ذلك ونحوه للتقرير إلا بدخول الباء على ( أن واسمها وخبرها ) ؛ كما في قوله تعالى :﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (العلق: 14) ، وكذلك على الخبر المنفي بـ( ليس ) ؛ كما في قوله تعالى :﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ (الزمر:37) .

وأما ما ذهب إليه الزمخشري من أن الاستفهام في آية البقرة للتقرير فيحمل على إرادة الباء ، فيكون تقدير الكلام عنده :﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ بأَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ ؛ كقوله تعالى :﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (العلق:14) .. والله تعالى أعلم !

بقلم : محمد إسماعيل عتوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق