الأحد، 5 فبراير 2012

الكسائي

الكسائي

واسمه علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم وهو من أولاد الفرس من سواد العراق كذا قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني وكنيته أبو الحسن الكسائي الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات قال الجعبري قيل له لم سميت الكسائي قال لأني أحرمت في كساء وقيل لأنه كان لي حداثة سنة ببيع الكساء وقيل لأنه كان من قرية من قرى السواد يقال لها باكسايا وقيل لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في مجلس حمزة فكان حمزة يقول أعرضوا على صاحب الكساء أي أعرضوا هذا الرأي قال الأهوازي وهذا القول أشبه بالصواب

مؤلفاته : ألف الإمام الكسائي في شتى العلوم فألف كتاب معاني القرآن وكتاب القراءات وكتاب العدد وكتاب النوادر الكبير وكتاب النوادر الأوسط وكتاب النوادر الأصغر وكتابا في النحو وكتاب العدد واختلافهم فيه وكتاب الهجاء وكتاب مقطوع القرآن وموصوله وكتاب المصادر الحروف وكتاب الهاءات وكتاب أشعاره أخذ القراءة عرضا عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده وعن محمد بن أبي ليلى وعيسى بن عمر الهمداني وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش وإسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع ولا يصح قراءته على نافع كما ذكره الهزلي بل ولا رآه وعن عبد الرحمن بن أبي حماد وعن أبي حيوة شريع بن يزيد في قول وقيل بل شريح أخذ عنه وعن المفضل بن محمد الضبي وعن زائدة ابن قداحة عن الأعمش ومحمد بن الحسن أبي سارة وقتيبة بن مهران ورحل إلى البصرة فأخذ اللغة عن الخليل

وأخذ القراءة عنه عرضا وسماعا إبراهيم بن زازان وإبراهيم بن الحريشي وأحمد بن جبير وأحمد بن أبي سريع وأحمد بن أبي زهل وأحمد بن منصور البغدادي وأحمد بن واصل وإسماعيل بن مدان وحفص بن عمر الدوري وحمدويه بن ميمون وحميد بن ربيع الخزار وزكريا بن وردان وسريع بن يونس وسورة بن المبارك وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل وعبد الرحمن بن واقد وعبد الرحيم بن حبيب وعبد القدوس بن عبد المجيد وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وعبيد الله بن موسى وعدي بن زيادة وعلي بن عاصم وعمر بن حفص المسجدي وعيسى بن سليمان والفضل بن إبراهيم وفورك بن شبوبه وأبو عبيد القاسم بن سلام وقتيبة بن مهران والليث بن خالد ومحمد بن سفيان ومحمد بن سنان ومحمد بن واصل والمطلب بن عبد الرحمن والمغيرة بن شعيب وأبو نوبة ميمون بن حفص ونصير بن يوسف وأبو إناس هارون بن سورة بن المبارك وهارون بن عيسى وهارون بن يزيد وهاشم بن عبد العزيز ويحيى بن آدم ويحيى بن زياد الخوارزمي

فهؤلاء المكثرون عنه وأما المقلون فهم إسحاق بن إسرائيل وحاجب بن الوليد وحجاج بن يوسف بن قتيبة وخلف بن هشام البزار وزكريا بن يحيى الأنماطي وأبو حيوة شريع بن يزيد وصالح الناقط وعبد الواحد بن ميسرة القرشي وعلي بن خشنام وعمر بن نعيم بن ميسرة وعروة بن محمد الأسدي وعون بن الحكم ومحمد بن زريق ومحمد بن سعدان ومحمد بن عبد الله الحفرمي ومحمد بن عمر الرومي ومحمد بن المغيرة ومحمد بن يزيد الرفاعي ويحيى بن زياد الفراء ويعقوب الدورقي ويعقوب الحضرمي روى عنه الحروف وقال الحافظ أبو عمرو الداني أن عبد الله بن ذكوان سمع الحروف من الكسائي حين قدم دمشق وقال قال النقاشي قال ابن ذكوان أقمت على الكسائي أربعة أشهر وقرأت عليه القرآن غير مرة قال أبو عبد الله الذهبي لم يتابع النقاش أحد على هذا والنقاش يأتي بالعجائب دائما وأما الحافظ ابن عسكري فلم يذكر شيئا من ذلك ولا ذكر الكسائي في تاريخ دمشق أصلا قال في غاية النهاية أخبرني الحسن بن هلال بقراءاتي عليه أخبركم أبو الحسن علي بن أحمد عن عبد الوهاب بن سكينة وسفيان بن مندة قالا أخبرنا الحسن بن أحمد الحافظ أنبأنا محمد بن الحسين الشيباني أنبأنا محمد بن علي الخياط أنبأنا السوسنجرري أنبأنا عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم أجازة حدثنا أبو غانم عمر بن سهل بن الحسين بن علي النحوي حدثنا شاهين عن الدنداني عن نصير قال دخلت على الكسائي في مرضه الذي مات فيه فأنشأ يقول

(قدر أحلك زا النخيل وقد رأى % وأبي ومالك زو النخيل بدار)

(إلا كداركم بذي بقر اللوى % هيهات داركم من المزوار)

قال نصير فقلت كلا ويمتع الله الجميع بك قال أني قلت ذلك أني كنت أقرىء الناس في مسجد دمشق فأفضيت في المحراب فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم داخلا من باب المسجد

فقام إليه رجل فقال بحرف من تقرأ فأومأ إلي قلت فهذا تصريح منه بدخوله دمشق وأقرائه بمسجدها ولو اطلع أبو القاسم بن عساكر الحافظ على هذا لذكره فيمن دخل دمشق فإنه ذكر غيره بأخبار واهية ولا يمنع دخول الكسائي دمشق فإنه كان أولا يطوف البلاد كما ذكر غير واحد وإنما أقام ببغداد في آخر وقت وقد ذكر هذه الحكاية أيضا أبو الحسن طاهر بن غلبون في كتابه التذكرة وروى عنه من الأئمة غير من تقدم الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ما رأيت بعني هاتين أصدق لهم من الكسائي

قال الشافعي رحمه الله من أراد أن يتجر في النحو فهو عيال على الكسائي وقال الفضل بن شاذان لما عرض الكسائي على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ثم دنا إلى الحضر وقد علم اللغة وقال أبو عبيد في كتاب القراءات كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا وكان من أهل القراءة وهي كانت علمه وصناعته ولم يجالس أحدا كان أضبط ولا أقوم بها منه وقال ابن مجاهد فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة وكان إمام الناس في القراءة في عصره وكان يأخذ الناس عند ألفاظه بقراءته عليهم وقال أبو بكر الأنباري اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم في الغريب وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادىء

قال ابن الجزري أخبرنا شيخنا أبو حفص عمر بن الحسن المزي قراءة عليه عن أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي أنبأنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال أخبرني العتيقي وهو أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا محمد ابن العباس حدثنا جعفر بن محمد الصندلي أنبأنا أبو بكر بن حماد عن خلف قال كان الكسائي إذا كان شعبان وضع له منير فقرأ هو على الناس في كل يوم نصف سبع يختم ختمتين في شعبان وكنت أجلس أسفل المنبر فقرأ يوما في سورة الكهف (^ أنا أكثر منك ) فنصب أكثر فعلمت أنه قد وقع فيه فلما فرغ أقبل الناس عليه يسألون عن العلة في أكثر لم نصبه فثرت في وجوههم أنه أراد في فتحه أقل يعني آية (^ إن ترن أنا أقل منك مالا ) فقال الكسائي أكثر بالرفع فمحوه من كتبهم ثم قال لي يا خلف يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن قال قلت لا أما إذ لم تسلم أنت فليس يسلم منه أحد بعدك قرأت القرآن صغيرا وأقرأت الناس كبيرا وطلبت الآثار فيه والنحو وقال حثني أبي عن بعض أصحابه قال قيل لأبي عمر الدوري لم صعبتم الكسائي على الدعابة التي كانت فيه قال لصدق لسانه وقال خلف بن هشام البزار عملت وليمة فدعوت الكسائي واليزيدي فقال اليزيدي للكسائي يا أبا الحسن أمور بلغتنا عنك فننكر بعضها فقال الكسائي أو مثلك يخاطب بهذا وهل مع العالم من العربية الأفضل بصاقي هذا ثم بصق فسكت اليزيدي أخبرني أبو حفص عمر بن الحسن وغيره أذنا عن يوسف بن المجاور أنبأنا أبو بكر الخطيب الحافظ أنبأنا أبو الحسن الحمامي قال سمعت عمر بن محمد الإسكاف سمعت عمي يقول سمعت ابن الدورقي يقول اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت صلاة فقدموا الكسائي يصلي فارتج عليه قراءة (^ قل يا أيها الكافرون ) فقال اليزيدي قراءة قل يا أيها الكافرون ترتج على قارىء الكوفة قال فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فأرتج عليه في الحمد فلما سلم قال

(احفظ لسانك لا تقول فتبتلى % أن البلاء موكل بالنطق)

وانتهت إليه طبقة القراءة واللغة والنحو والرياسة وقال نصر كان الكسائي إذا قرأ أو تكلم كأن ملكا ينطق على فيه ورؤى في المنام فقيل ما فعل الله بك قال غفر لي بالقران قرأ على حمزة ثلاث أو أربع مرات وعلى عيسى بن عمر عن طلحة بن مصرف على إبراهيم النخعي على علقم بن قيس على ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم وقد عاش رحمه الله سبعين سنة

اختلف في تاريخ موته فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة تسع وثمانين ومائة صحبه هارون الرشيد وبقرية رنبويه من عمل الري متوجهين إلى خراسان

ومات معه بالمكان المذكور محمد بن محمد بن الحسن القاضي صاحب أبي حنيفة فقال الرشيد دفنا الفقه والنحو بالري وقيل سنة إحدى وثمانين وقيل سنة اثنتين وثمانين وقيل سنة ثلاث وثمانين وقيل سنة خمس وثمانين وقيل سنة ثلاث وتسعين قال الحافظ أبو العلا الهمذاني وبلغني أن الكسائي عاش سبعين سنة ورثاه أبو محمد اليزيدي مع محمد بن الحسن فقال

(تصرمت الدنيا فليس بها خلود % وما قد نرى من بهجة ستبيد)

(لكل امرىء كأس من الموت مترع % وما أن لنا إلا عليه ورود)

(ألم تر شيبا شاملا ينذر البلى % وأن الشباب الغض ليس يعود)

(سنفنى بما أفنى القرون التي خلت % فكن مستعدا فالفناء عتيد)

(أمسيت على قاضي القضاة محمد % وفاضت عيوني والعيون جمود)

(وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا % بإيضاحه يوما وأنت فقيد)

(وأقلقني موت الكسائي بعده % وكادت بي الأرض الفضاء تميد)

(وأذهلني عن كل عيش ولذة % وأرق عيني والعيون هجود )

(هما عالمان أوديا وتصرما % فما لهما في العالمين نديد)

(فحزني متى يخطر على القلب خطر % بذكرهما حتى الممات جديد)

أخبرني بذلك عمر بن الحسن بن فريد قراءة مني عليه عن علي بن أحمد بن عبد الواحد أخبرنا شيخ الشيوخ عبد الوهاب بن علي في كتابه من بغداد أخبرنا أبو الكارم المبارك ابن الحسن أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر السمرقندي أنبأنا أبو علي الحسن بن إبراهيم حدثنا أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي حدثنا أبو بكر أحمد بن حسن بن بشار حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري قال خرج الرشيد بالكسائي وبمحمد بن الحسن حين خرج إلى طوس فماتا في سنة تسع وثمانين ومائة فقال أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي

يرثيهما وذكر الأبيات المتقدمة

0 التعليقات:

إرسال تعليق